هناك أسباب عديدة تجعل من الدواء الموصوف جالبا للمرض والداء بدلا من كونه مساعدا على الشفاء, هناك أسباب مسلم بها ومعلومة لدى الجميع ومنها الاستعمال غير الصحيح أو غير الملائم، من ذلك تناول المضاد الحيوي لعلاج الصداع, ومن الأسباب زيادة جرعة الدواء عن الجرعة المحددة من قبل الطبيب المعالج سواء في عدد مرات التكرار اليومي أو في كمية الدواء في كل جرعة، وأيضا وصف الدواء لمن لا يناسبه سواء من ناحية السن أو الحالة الفسيولوجية (الأم المرضعة أو الحامل)، أو لوجود أمراض عضوية مزمنة يتعارض معها وصف الدواء كالفشل الكلوي المزمن والفشل الكبدي الحاد أو المزمن والقصور الإنزيمي الوراثي والحساسية تجاه مركبات كيميائية معينة منها مركبات السلفا ومشتقات البنسلين.
وهناك أسباب تجعل من الدواء الموصوف خطرا على صحة المريض ويكون هو المتسبب في هذا الخطر، فهناك أدوية يتعارض الجمع بينها في الوقت نفسه، ويجب على المريض من تلقاء نفسه لفت انتباه الطبيب أو الصيدلاني لكونه مستخدما مستمرا لدواء ما، أو مصاب بحساسية تجاه دواء معين وبالتالي يمكن الطبيب أو الصيدلاني من وصف البديل المناسب.
لكن المسؤولية يتحملها المريض وحده إن هو استخدم دواءا معينا دون استشارة طبيب أو صيدلي أو قام بتكرار استعمال دواء وصفه طبيب دون الرجوع إليه أو قام بإهمال جزء من الأدوية الموصوفة أو لم يتمم الخطة العلاجية، كما تقع المسؤولية كاملة على المريض إن قام باستعمال الأدوية المنتهية الصلاحية أو المخزنة بطريقة سيئة وانتهى مفعلواها الطبي، تتعاظم الأخطار كلما كان تأثير الدواء كبيرا، وخاصة أدوية علاج الصرع وعدم انتظام ضربات القلب وخفض الضغط وتنظيم سيولة الدم، فهذه الأدوية إن تم تناولها بشكل خاطئ ادت لمشكلات صحية غاية في الخطورة, فعلى سبيل المثال إذا قام مريض صمام القلب الصناعي بحفظ أدوية السيولة في مكان سيئ فإنها تفقد فعاليتها وبتناولها ـ وإن كان بانتظام ـ سيفقد معدل السيولة المطلوبة في الدم فمما يعرضه للجلطات الدموية المميتة، والعكس صحيح إن قام بأخذ جرعات مفرطة فسيتعرض حتما لنزف القرح المعدية أوالنزف من الغشاء المخاطي بل قد يصل الأمر في بعض الأيحان إلى نزف المخ المميت.