لقد سخر الله سبحانه وتعالى للبشر مخلوقات كثيرة وعديدة ومنها- الإبل المخلوقات العظيمة -التي تتجلى فيها قدرته عز وجل: (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت).
أنها دعوة من الخالق لعبادة للنظر والتفكر في خلقها والتمعن في كيفية تصويرها بهذا الشكل فسبحان الخالق المصور لهذه المخلوقات العجيبة(مستودعات للأسرار،ومكنونات للعجائب).
والإبل جعل الله منها الناقة معجزة نبي الله صالح لقومه،وعلى الإبل هاجر خير خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة ،وعلى الإبل سارت جيوش المسلمين تحمل النور والرحمة والهدى للناس كافة،ولقد ساهمت الإبل في حمل الدعوة الإسلامية وإبلاغ الدين الحق لأمم الأرض،وكانت الوسيلة الأولى في تنقل الجيوش الإسلامية الفاتحة،وعلى الإبل قامت حضارة إسلامية مزدهرة،إذ حملت أرزاق الناس وتجارتهم ونقلت العلماء في رحلاتهم،وناءت بكتبهم وقراطيسهم..ومن الإبل أكل الناس لحماً شهياً،وشربوا لبناً سائغاً.
يقول القرطبيالإبل أجمع للمنافع من سائر الحيوان؛ لأنها ضروبة أربعة: حلوبة، وركوبة، وأكولة، وحمولة. والإبل تجمع هذه الخلال الأربع؛ فكانت النعمة بها أعم، وظهور القدرة فيها أتم)أ.هـ.
وهي مال العرب بها تمهر النساء ،وتحقن الدماء،ومنها غذاؤهم وكساؤهم، وهي التي حملت الفرسان فكانت هزيمة كسرى وفيلته في معركة القادسية ،وحملت المؤن والماء فكانت مأثرة خالد بن الوليد في عبور الصحراء وهزيمة الروم في معركة اليرموك.
كما نقلت الحرير والتوابل فكانت قوافل التجارة بين الشرق والغرب،وحملت الحبوب والتمور فكانت تجارة قريش وكانت رحلة الشتاء والصيف ،وحملت الهوادج فكانت راحلة الأمان والهدوء والاطمئنان لنساء الملوك والأمراء.
فلا عجب أن احتلت مكانة خاصة في نفس العربي،حيث أن الجمل هو النوع المؤهل ليكون أساس الأمن الغذائي في البلاد العربية،فهو أبن بيئتها،تناسبه ويناسبها،لحمه صحي، وغذاؤه طبيعي،وأمراضه قليلة،ورعايته يسيرة .
فالإبل حيوانات عظيمة الخلق، في معيشتها أسرار، وفي خلقها إعجاز كبير، ولها سلوكيات نادرة وطبائع غريبة قد لا تتوفر في أي مخلوق حي آخر